الاسلام هو الحل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى يعالج الصراعات الموجودة فى المجتمع بين الاسلام وغيره من الاديان كما يتناول كيفية الحياة بجو الاسلام ودورنا نحن
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعليم افضل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ayaabdo
المدير العام
المدير العام
ayaabdo


المساهمات : 137
تاريخ التسجيل : 10/06/2010

تعليم افضل Empty
مُساهمةموضوع: تعليم افضل   تعليم افضل Icon_minitimeالإثنين يونيو 21, 2010 7:47 am

الفَصْلُ بينَ الجِنْسَينِ في التَعليمِ بينَ الشريعَةِ الإسلاميَّةِ والدِراساتِ الإنسانيَّةِ
تَعْليمٌ أفضَلُ بلا اختِلاطٍ
هذهِ هِيَ خُلاصَةُ العَديدِ مِنَ الدِراساتِ والأبحاثِ الإنسانيَّةِ التي أَجْرَاهَا العَديدُ مِنَ البَاحِثينَ في أوروبا والولايات المتحدة.
فقَد أَثْبَتَت هذهِ الدِرَاساتُ أَنَّ القُدْرَاتِ العَقْليَّةِ للطَالِبِ أو الطَالبَةِ تَتَأَثَّرُ سَلْبَاً في الحُجْرَةِ الدِرَاسيَّةِ المُخْتَلِطَةِ؛ حيثُ إنَّ بعضَ هذهِ الدِرَاساتِ أَظْهَرَت أَنَّ الفَتَياتِ يُقَدِّمْنَ نَتَائِجَ أفضَلَ في البرامجِ الأكَاديميَّةِ في المُحيطِ الأنْثَوِيِّ (المُنْفَصِلِ).
وتُؤَكِّدُ بعضُ الإحصَاءاتِ ـ في دِراسَةٍ لِمَجلةِ (نيوزويك) الأمريكية ـ أنَّه عندمَا يَدْرُسُ الطَلَبَةُ مِن كُلِّ جِنْسٍ بَعيداً عَنِ الآخَرَ فإنَّ التَفَوُّقَ العلمِيَّ يَتَحَقَّقُ؛ فَفِي وَسَطِ التَعْليمِ المُخْتَلَطِ أَخْفَقَتِ البناتُ في تَحقيقِ التَفَوُّقِ في مَجالِ الرياضياتِ والعُلومِ والكيمياءِ والفيزياءِ والتكنولوجيا والكمبيوتر، وقَد أيَّدَتِ الإدارَةُ التَعليميَّةُ في مَنطقةِ (نيوهام) الأمريكية هذهِ الحَقَائِقَ في دِراسَةٍ تَحليليَّةٍ.
هذا وقَد عَرَضَتِ (الجمعيةُ الأمريكيَّةُ لِتَشْجِيعِ التَعليمِ العَامِّ غيرَ المُخْتَلَطِ) دِرَاسةً أَجْرَتْهَا جامعةُ (ميتشجن) الأمريكيَّةِ في بعضِ المَدارسِ الكَاثوليكيَّةِ الخاصَّةِ المُخْتَلِطَةِ وغيرِ المُختلطة؛ تُفِيدُ ـ هذهِ الدِراسَةُ ـ أنَّ الطُلابَ في المَدارسَ غيرَ المُختَلِطة كانُوا أَفْضَلَ في القُدْرَةِ الكِتَابيَّةِ وفي القُدْرَةِ اللغَوِيَّةِ.
ويُؤَكِّدُ الباحِثُ (بيتر بونس) ـ رائِدُ الأبحاثِ التَربويَّةِ ـ بَعْدَ أبحاثٍ عديدةٍ لَهُ؛ أنَّ الطَالِبات يَتَفَوَّقْنَ على الطلابِ في مَرحَلَةِ الدِراسةِ الابتدائيَّةِ (غيرَ المُخْتَلَطَة) في كَثيرٍ مِن فُروعِ العُلومِ والمَعْرفَةِ، فَهُنَّ أَكْثَرُ قُدْرَةً على الكِتَابَةِ بِشَكْلٍ جيدٍ، ويَحْصُلْنَ على عَلاماتٍ نِهائيَّةٍ أَفْضَلُ . في حينِ أنَّ التَفَوُّقَ في هذهِ القُدْرَةِ يَنْحَدِرُ في الفُصولِ المُخْتَلِطَةِ، حيثُ تَنْهَمِكُ الفتاةُ في إثبَاتِ نُضُوجِهَا المُبَكِّرِ وتَحْقِيقِ أُنُوثَتِهَا أمامَ الجِنْسِ الآخَرَ.
ويُؤَكِّدُ (ميشل فيز) ـ الباحِثُ في المركَزِ الوَطَنِيِّ للأبحَاثِ العِلميَّةِ والمُسْتَشَارُ السابِقُ لوزيرِ الشبابِ والرياضَةِ في فرنسا ـ أنَّ المُرَاهِقِينَ في الفُصولِ المُخْتَلِطَةِ يَقْرَؤُونَ النُصَوصَ بِصُعُوبَةٍ، وذلِكَ مِن خلالِ تَحقيقٍ أَجْرَتْهُ مُنَظَّمَةُ التِجارةِ والتَنميَّةِ الاقتصاديَّةِ سنةَ 2000م. ويقولُ مُرَغِّبَاً في التَعليمِ المُنْفَصِلِ: ( إنَّ الفَصْلَ بينَ الذُكورِ والإناثِ في التَعليمِ يَسْمَحُ بِفُرَصٍ أكبرَ للطَلَبَةِ للتَعْبِيرِ عَن إمكانِياتِهِم الذاتيَّةِ، ولِهَذا نُطَالِبُ بِتَطبيقِ النِظَامِ غيرِ المُخْتَلَطِ مِن أجلِ الحُصولِ على نَتَائِجَ دِرَاسيَّةٍ أَفْضَلَ ).
وذَكَرَتِ البَاحِثَةُ (كارلوس شوستر) ـ خَبيرةُ التربيَّةِ الألمانيَّةِ ـ أَنَّ تَوحُّدَ نَوعِ الجنسِ في المَدارسِ ـ البنينَ في مَدارِسَ البنينِ، والبناتُ في مَدارسِ البناتِ ـ يُؤدِّي إلى استِعْلاءِ رُوحِ المُنَافَسَةِ بينَ التَلاميذِ، أمَّا الاختلاطُ فَيُلْغِي هذا الدَافِعَ .
كَمَا أَظْهَرَت دِراسَةٌ أَجْرَتْهَا (الوَكَالَةُ التَربويَّةُ الأمريكيَّةُ) أنَّ الفَتَياتِ الأمريكيَّاتِ في الفُصولِ المُخْتَلِطَةِ أَكْثَرُ عُرْضَةً للإصِابَةِ بالقَلَقِ والاكتِئَابِ والتَفْكِيرِ في الانْتِحَارِ بلِ الإقْدَامِ عليهِ؛ فَفِي المَدَارِسِ الحُكُوميَّةِ المُخْتَلِطَةِ تُصَابُ وَاحِدَةٌ مِن بينِ كُلِّ ثلاثِ فَتَياتٍ في سِنِّ الثانيةِ عشرةَ بالقَلَقِ، وتُصَابُ الثانيةُ بالاكْتِئَابِ وتُصْبِحُ فَرِيْسَةً لأعْرَاضِهِ السَوداءِ ، أي: أنَّ القَلَقَ والاكتِئَابَ يَجْتَاحَان ثُلثَي الفتياتِ في الَتعليمِ المُخْتَلَطِ؛ بناءً على هذهِ الدِرَاسَةِ.
ومِن أَجْلِ البَحْثِ عن حُلولَ لِمِثْلِ هذهِ الأمـراضِ النَـفْسيَّةِ ـ القَلَقِ والاكتِئَابِ والتَفْكِيرِ في الانتِحَار ـ تَلاحَقَتِ الأبحاثُ والدِرَاساتُ؛ فقامَ كُلٌّ مِن(بريك) و(ولي) بإجراءِ دِراسةٍ ـ بِتَمْويلٍ من جامعةِ شيكاغو وميتشغن ـ على 2500 طالبةٍ تمَّ اختِبَارِهِنَّ بِشَكْلٍ عَشوائِيٍّ؛ لِتَدريسِهِنَّ في فُصولٍ مُماثِلَةٍ ومَعْزُولةٍ عنِ الطَلَبةِ، وأَثْبَتَت نتائِجُ الدِراسةِ أنَّ الطَالِبَاتِ يَحْصُلْنَ على نَتَائِجَ أفضَلَ في الجَوِّ المُنْفَصِلِ عنِ الذُكورِ، وأنَّهُنَّ دَاوَمْنَ على التَحْصِيلِ العِلمِيِّ المُتَمَيِّزِ حتى في المَرحلَةِ الجَامعيَّةِ، وكُنَّ أكثرَ نُضْجَاً وأَقْدَرَ على التَعَامُلِ معَ الجَوِّ الأكادِيميِّ (المُخْتَلَطِ) في السنواتِ الجامعيَّةِ، دونَ أيِّ مُشكلاتٍ نَفْسِيَّةٍ أو عَصَبِيَّةٍ، كَمَا استَطَعْنَ بسهولةٍ الحُصَولَ على وُظائِفَ أَفْضَلَ ودَخْلٍ أعْلَى بعدَ إنهاءِ الدِراسَةِ الجَامعيَّةِ.

 الغَرْبُ يَبدأُ في مَنْعِ الاختِلاطِ:
قامَت مدرسةُ (شنفيلد) الثانويَّةِ في مُقَاطعَةِ (إيسكس) البريطانيَّةِ بِتَنْظِيمِ فُصُولٍ تَضُمُّ طُلاباً مِن جِنْسٍ واحدٍ مُنذُ عام 1994م، وكانَتِ النتيجةُ حُدُوثَ تَحَسُّنٍ مُتَواصِلٍ في نَتَائِجِ الاختِبَاراتِ لَدَى الجنسَيْنِ؛ فَفِي اللغةِ الإنجليزيةِ ارتَفَعَ عددُ الطلابِ الحَاصِلينَ على تَقديرَاتِ ممتازٍ وجيد جداً في اختباراتِ الثانويةِ العامَّةِ بنسبَةِ (26%)، بينَمَا ارتَفَعَ عددُ الحَاصِلاتِ على هذهِ التَقديرَاتِ بنسبةِ (22%).
وبسببِ مثلِ هذهِ النَتَائجَ لِكَثيرٍ مِنَ الدِراساتِ والأبحاثِ؛ أعْلَنَت إدارةُ الرئيسِ الأمريكيِّ بوش الابن تَشْجِيْعَهَا لِمَشروعِ الفَصْلِ بينَ الجِنْسينِ في المدارسِ العامَّةِ، وصَدَرَ إعلانٌ عَن هذا المَشروعِ في 8 مايو 2003م في السِجِلِّ الفِيدرالِي (الصحيفةُ الرسميَّةُ الأمريكيَّةُ) . وجاءَ في الصحيفةِ الرسميَّةِ أيضَاً أنَّ وزيرَ التربيَّةِ يَنْوِي اقتِرَاحَ تَعديلاتٍ لـ (التنظيماتِ المُطَبَّقَةِ) تَهْدُفُ إلى تَوفيرِ هَامِشِ مُبَادَرَةٍ أَوْسَعَ للمُرَبِينَ مِن أجلِ إقَامَةِ صُفوفَ ومَدارِسَ غيرَ مُخْتَلَطَة. وتَابعَتِ الصحيفةُ: ( إنَّ الهدفَ مِن هذا الإجرَاءِ هُو تَوفِيْرُ وَسَائِلَ جديدةً فُضْلَى لِمُساعدةِ التَلاميذِ على الانْكِبَابِ على الدِراسةِ وتَحْقِيقِ نَتائِجَ أَفْضَلَ). وأَوْضَحَ مسؤولٌ كبيرٌ في البيتِ الأبيضِ أنَّ المدارسَ الابتدائيَّةَ والثانويَّةَ التي تَوَدُّ الفَصْلَ بينَ الجِنسينِ سَتُمنَحُ تَمويلاً يَفُوقُ المَدَارسَ التي ستَخْتَارُ الإبْقَاءَ على النِظَامِ المُخْتَلَطِ.
هذا وقَد أَصْدَرَ وزيرُ التربيةُ في الوَلاياتِ المُتحدةِ الأمريكيَّةِ بيانَاً صَحفياً بتاريخ 8/5/2002م، أَعْرَبَ فيهِ عَن نيَّةِ وزارَتِهِ إبْدَاءَ مُرُونَةٍ أكبرَ في مَسألةِ السَمَاحِ بافتِتَاحِ مَدارسَ الجِنْسِ الوَاحِدِ، وقَد طَلَبَ مِن أولياءِ أُمورِ الطلابِ والطالباتِ تَزْويدَ الوزارةِ بآرائِهِم فيمَا يَخُصُّ هذا المَوضوعُ.
وقَد نَشَرَت صحيفَةُ (واشنطن بُوست) مَقالاً مُطَوَّلاً تَنَاوَلَ هذا الموضوعَ بتاريخ 14/5/2002م، وأَوْرَدَت فيه الصحيفةُ تَعْلِيقَاً لافِتَاً لِمديرِ إحدى المدارسِ يقولُ فيهِ (بعدَ أَنْ ضَاقَ ذَرْعَاً بِمُشكِلاتِ الطُلابِ في مَدرستِهِ): على الأولادِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا كيفَ يَكونُونَ أولادَاً، وعلى البناتِ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ كيفَ يَكُنَّ بناتٍ، ولَن يَستطِيْعُوا أَنْ يَفْعَلوا ذلِكَ في الغُرْفَةِ نَفْسَهَا.
 الشريعَةُ الإسلاميَّةُ سَبَقَت هذهِ الدِراساتُ:
فقد قَنَّنَ الشارعُ الحَكيمُ العَلاقَةَ بينَ الجِنسينِ بصورةٍ عامَّةٍ، فَمِن بابِ أَوْلَى بينَ الطَالبِ والطالبةِ في التَعليمِ؛ مِن أجلِ تَحقِيْقِ غَايَةِ التَعليمِ، وتَجَنُّبِ هذهِ المُشْكِلاتِ والأضْرَارِ النَاجِمَةِ عَنِ الاختِلاطِ، والتي أَكَّدَتْهَا الدِراساتُ الإنسانيَّةُ الحديثَةُ سالِفَةَ الذِكْرِ.
وفيمَا يَلي طَرَفٌ لِنُصوصٍ قرآنيَّةٍ ونبويَّةٍ يَدْخُلُ في مَعْنَاهَا تَحريمُ أو مَنْعُ أسبابِ الاختِلاطِ:
1. قالَ اللهُ تَعالى: (...........وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ...........) [الأحزاب : 53].
فَقَد دَلَّتْ هذهِ الآيةُ على أَنَّ الأصلَ احتِجِابِ النساءِ عَنِ الرجالِ، وعَدَمِ الاختِلاطِ لا سيَّمَا في دَوْرِ العِلْمِ.
2. الأمْرُ بِغَضِّ البَصَرِ:
أَمَرَ اللهُ الرجالَ بِغَضِّ البَصَرِ، وأَمَرَ النساءَ بذلِكَ فقـالَ اللهُ تَعالى: ( قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[النور : 31].
وقَد صَحَّ عَن جَرير بنِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّه قالَ: سألْتُ سيدنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَن نَظَرِ الفَجْاءةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي . ورُوِيَ عَن عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ سيدنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ: يا عليُّ......لا تتبع النظرةَ النظرةَ؛ فإنَّمَا لكَ الأوْلَى وليسَتْ لكَ الآخِرَةَ . وبِمَعْنَاهُ عِدَّةُ أحاديثَ، بَل لَم يُرَخِّصِ الشارعُ في الجلوسِ بالطُرقَاتِ للرجالِ إلاّ بِشَرْطِ إعْطَاءِ الطريقِ حقَّهُ؛ ومِنْهُ غَضُّ البَصَرِ؛ فَفِي الصَحيحينِ مِن حديثِ أبي سعيدٍ الخُدري رضيَ اللهُ عنْهُ أنَّ سيدنَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إيَّاكُم والجلوسَ بالطُرقاتِ، فَقَالُوا: يا رسـولَ اللهِ.......مَا لَنَا مِن مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيهَا، فقالَ: إذ أَبَيْتُم إلاَّ المَجْلِسَ فَأَعْطُــوا الطـريـقَ حَقَّهُ، قـالُـوا: ومـَا حَقُّ الطـريقِ يا رسولَ اللهِ.......؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ وكَفُّ الأذَى ورَدُّ السلامِ والأمْرُ بالمَعروفِ والنَهْيِ عنِ المُنْكَرِ .
3. حديث: قال صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان .
أي هِيَ مَوْصَوفَةٌ بهذهِ الصِفَةِ ومَنْ هذهِ صِفَتُهُ فَحَقُّهُ أَنْ يُسْتَرَ، والمَعْنَى أنَّهُ يُسْتَقْبَحُ تَبَرُّزُهَا وظُهُورُهَا للرَجُلِ، والعَورَةُ: سَوْأَةُ الإنسانِ وكُلُّ مَا يَسْتَحِي مِنْهُ، كَنَّى بهَا عَن وُجوبِ الاستِتَارِ في حَقِّهَا، قالَ في الصِحاح: والعَورةُ كُلُّ خَلَلٍ يُتَخَوَّفُ منْهُ، وقالَ القاضِي: العَوْرَةُ كُلُّ مَا يُسْتَحَى مِن إظْهَارِهِ وأَصْلُهَا مِنَ العَارِ وهُوَ المَذَمَّةُ. ومَعْنَى استَشْرَفَها الشيطانُ: رَفَعَ البَصَرَ إليها لِيَغْوِيْهَا أو يُغْوِي بِهَا، فَيُوقِعُ أحدَهُمَا أو كِليْهِمَا في الفِتْنَةِ، أو المرادُ شيطانُ الإنسِ سمَّاهُ بهِ على التَشْبِيهِ بمَعْنَى: أنَّ أهلَ الفِسْقِ إذا رَأوْهَا بارِزَةً طَمَحُوا بأبصَارِهم نَحْوَهَا، والاستِشْرَافُ فِعْلُهُم لكِنْ أُسْنِدَ إلى الشيطانِ؛ لِمَا أُشْرِبَ في قُلوبِهِم مِنَ الفُجُورِ فَفَعَلُوا مَا فَعَلُوا بِإغوَائِهِ وتَسْويلِهِ وكَوْنِهِ البَاعِثَ عليهِ؛ ذكَرَهُ القَاضِي. وقالَ الطيبي: هذا كُلُّهُ خَارجٌ عَنِ المَقْصُودِ، والمَعْنَى المُتَبادر: أنَّها مَا دَامَت في خِدْرِهَا لَم يَطْمَعِ الشيطانُ فيهَا وفِي إغِوَاءِ الناسِ، فإذَا خَرَجَت طَمِعَ وأَطْمَعَ؛ لأنَّها حَبَائِلَهُ وأَعْظَمُ فُخُوخِهِ. وأَصْلُ الاستِشْرَافِ وَضْعُ الكَفِّ فَوْقَ الحَاجِبِ ورَفْعُ الرأسِ للنَظَرِ .
4. قولَ اللهُ تَعالى: (.....وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْـجَاهِلِيَّةِ الأُولَى...) [الأحزاب: 33]
فَأَمَرَهُنَّ بالقَرَارِ، ثُمَّ مَنَعَهُنَّ مِنَ الخُروجِ غَيْرَ مُتَحَجِّبَاتٍ، ومَعَ قَرارِهِنَّ في البيوتِ مَنَعَ سيدنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرجالَ الأجانِبَ مِنَ الدُخولِ عليهِنَّ فقالَ: إيَّاكُم والدُخولَ على النساءِ، فقالَ رجلٌ مِنَ الأنْصَارِ؛ يا رسولَ اللهِ......أفرأيتَ الحَمُو قالَ: الحَمُو الموتُ .
قالَ الإمامُ النَووي رحِمَهُ اللهُ تَعالى: المرادُ مِنَ الحَمُو في الحديثِ؛ أقارِبُ الزوجِ غيرَ آبائِهِ وأبنائِهِ لأنَّهُم مَحَارِمُ للزَوجَةِ يَجُوزُ لَهُم الخَلوةُ بهَا ولا يُوصَفُونَ بالموتِ، قالَ وإنَّما المُرادُ الأخُ وابنُ الأخِ والعَمُّ وابنُ العَمِّ وابنُ الأخْتِ ونَحوِهِم مِمَّنْ يَحِلُّ لَهَا تَزْوُّجُهُ لَو لَم تَكُنْ مُتزوِّجَةً، وَجَرَتِ العَادَةُ بالتَسَاهُلُ فيهِ فَيَخْلُو الأخُ بامرأةِ أَخِيْهِ فَشَبَّهَهُ بالمَوتِ. وقاَل القَاضِي: الخَلوَةُ بالأحْمَاءِ مُؤَدِّيَةٌ إلى الهلاكِ في الدِيْنِ، وقيلَ مَعْنَاهُ: احذَرُوا الحَمُو كَمَا يُحْذَرُ الموتُ فَهَذَا في أَبِ الزوجِ فَكَيْفَ في غَيْرِهِ، وقالَ ابن الأعرابي: هيَ كلمَةٌ تَقُولُهَا العَرَبُ كَمَا يُقَالُ: الأسدُ المَوتُ أي لِقَاؤُهُ مِثْلَ الموتِ وكَمَا يُقالُ السُلطانُ نَارٌ . وهذا يَدَلُّ على أَنَّ الأمرَ بالقَرَارِ ليسَ خَاصَّاً بنساءِ سيدنا النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
5. تحريم مس الأجنبية:
جاءَ بالحديثِ عَن سيدنا النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: لأَنْ يُطْعَنَ في رأسِ أحدِكُم بِمِخْيَطٍ مِن حَديدٍ؛ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنَّ يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لَهُ .
ولعَلَّ هذا الحديثَ الشريفَ أَثْبَتَ الحقيقةَ العِلميَّةَ التي أَعْلَنَهَا الدكتورُ (ألكسس كاريل) بقولِهِ: (عندمَا تَتَحَرَّكُ الغَريزَةُ الجِنسيَّةُ لَدَى الإنسانِ، تَفْرِزُ نَوْعَاً مِنَ المادَّةِ تَتَسَرَّبُ في الدمِ إلى الدماغِ وتُخَدِّرُهُ فَلا يَعُودُ قَادِراً على التَفْكِيرِ الصَافِي). فَأضْرَارُ لَمْسِ المرأةِ الأجنبيَّةِ على الدِمَاغِ أَشَدُّ مِن أَنْ يُضْرَبَ الدِماغُ نَفْسُهُ بِمِخْيَطٍ مِن حديدٍ، كَمَا أَخْبَرَ سيدنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أكثَرَ مِن ألفِ عَام.
وهَكَذا تَتَجَلَّى مَظَاهِرُ الإعجازِ في الشَريعَةِ الإسلاميَّةِ التي وَضَعَت هذا النِظَامَ التَربَوِيِّ المُحْكَمِ، الذي أثبتَتِ الدِراساتُ الحديثَةُ ـ ضِمْنِيَّاً ـ جَدَارَتَهُ في وِقَايَةِ المُؤسساتِ التَعْليميَّةِ مِن أكبرِ وأشهَرِ المُشْكِلاتِ المُنْتَشِرةِ في المُؤسساتِ التَعليميَّةِ التي تُطَبِّقُ سِياسَةَ الاختِلاطِ المَفْتُوحِ بينَ الجِنسين، فَحَفِظَ المؤسساتِ التَربويَّةِ والتَعليميَّةِ مِن مشكلاتِ: انْخِفَاضِ مُستَوى الذَكاءِ والقُدْرَاتِ العَقْليَّةِ، وضَعْفِ التَحْصِيلِ، وازديادِ القَلَقِ.....إلخ.
وصدقَ اللهُ العَظيمُ القَائِلُ: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayaabdo23.yoo7.com
ayaabdo
المدير العام
المدير العام
ayaabdo


المساهمات : 137
تاريخ التسجيل : 10/06/2010

تعليم افضل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعليم افضل   تعليم افضل Icon_minitimeالإثنين يونيو 21, 2010 7:48 am

الاختلاط

قالَ صلى الله عليه سلم: لا يخلوّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه
لَقَد أَثْبَتَتِ التَجاربُ والمُشَاهداتُ الوَاقِعِيَّةُ أنَّ اختلاطَ الرجالِ بالنِساءِ يُثُيْرُ في النَفْسِ الغَريْزَةَ الجِنْسِيَّةَ بِصُورَةٍ تُهَدِّدُ كِيَانَ المُجتمعِ. كَمَا ذَكَرَ أَحَدُ العلماءِ الأمريكِيِّينَ وهُو جُورجُ بَالُوشِي في كِتَابِ الثَورةِ الجِنسيَّةِ، قالَ بأنَّ الرئيسَ الأمريكِيَّ الرَاحِلَ كِنيدي قَد صَرَّحَ عامَ 1962 بأنَّ مُستَقْبَلَ أمريكَا في خَطَرٍ لأنَّ شبابَهَا مَائِعٌ مُنْحَلٌّ غَارِقٌ في الشَهواتِ لا يُقّدِّرُ المَسؤوليةَ المُلْقَاةَ على عَاتِقِهِ، وأنَّ مِن بينِ كُلِّ سبعةِ شُبَّانَ يَتَقَدَّمُونَ للتَجْنِيدِ يُوجَدُ سِتَّةٌ غيرَ صَالِحِينَ؛ لأنَّ الشَهواتِ التي أُغْرِقُوا فيهَا أَفْسَدَت لَيَاقَتَهُم الطِبيَّةَ والنَفْسِيَّةَ.
ونتيجَةً للاختلاطِ الكائِنِ بينَ الطلابِ والطالباتِ في المدارسِ والجَامعاتِ؛ ذَكَرَت جريدةٌ لبنانيةٌ: أنَّ الطالبَةَ في المدرسةِ والجامعةِ لا تُفَكِّرُ إلاَّ بِعَواطِفِهَا والوَسائِلِ التي تَتَجَاوَبُ معَ هذهِ العَاطفَةِ، وأنَّ أَكْثَرَ مِن ستينَ في المائَةِ مِنَ الطَالباتِ سَقَطْنَ في الامتحَاناتِ، وتعودُ أسبابُ الفَشَلِ إلى أَنَّهُنَّ يُفَكِّرْنَ في الجِنْسِ أكثرَ مِن دُرُوسِهِنَّ وحتى مُسْتَقْبَلِهِنَّ. وهذا مِصْدَاقٌ لِمَا يَذْهَبُ إليه الدكتورُ ألِكس كَارليل إذ يقولُ: عندمَا تَتَحَرَّكُ الغَريزَةُ الجِنْسِيَّةُ لَدَى الإنسانِ؛ تُفْرِزُ نوعَاً منَ المادةِ التي تَتَسَرَّبُ في الدَمِ إلى دِمَاغِهِ وتُخَدِّرُهُ فلا يَعودُ قادِرَاً على التَفْكِيرِ الصَافِي.
ولِذَا فَدُعَاةُ الاختِلاطِ لا تَسوقُهُم عُقُولُهُم وإنَّمَا تَسُوقُهُم شَهَوَاتُهُم، وهُم يَبْتَعِدُونَ عنِ الاعتِبَارِ بِمَا وَصَلَت إليهِ الشُعوبُ التي تُبِيْحُ الاختِلاطَ والتَحَرُّرَ في العَلاقَاتِ الاجتِمَاعيَّةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ.
مِن ذلِكَ مَا أَوْرَدَهُ تَقريرُ لَجْنَةِ الكُونجرسِ الأمريكيَّةِ عَن تَحقيقِ جَرائِمِ الأحَداثِ: مِن أَنَّ أَهَمَّ أسبابِهَا الاختِلاطُ بينَ الشَبابِ مِنَ الجِنسيَنِ بِصُورَةٍ كبيرةٍ، وغيرِ ذلِكَ مِن شَواهِدَ يوميَّةٍ تُقَرِّرُ الحِكْمَةَ العِلمِيَّةِ والعَمَليَّةِ للحَديثِ الشَريفِ، ممَّا يُعَدُّ إطَارَاً مَنْهَجِيَّاً في تَحديدِ مَجَالاتِ العَلاقَاتِ الاجتماعيَّةِ بِوَجْهٍ عامٍ، وبينَ الرجلِ والمرأةِ بِوَجْهٍ خَاصٍّ.
ثمَّ إنَّ الاختِلاطَ مِن أعْظَمِ آثَارِهِ تَلاشِي الحياءِ الذي يُعْتَبَرُ سِيَاجَاً لِصِيَانَةِ وعِصْمَةِ المرأةِ بِوَجْهٍ خَاصٍّ، وُيؤدي إلى انحِرَافَاٍت سُلوكيَّةٍ تُبِيْحُ تَقْلِيدَ الغَيْرِ تَحْتَ شِعَارِ الحَضَرِيَّةِ والتَحَرُّرِ، ولَقَد ثَبَتَ مِن خلالِ فَحْصِ كَثيرٍ مِنَ الجَرائِمِ الخُلُقِيَّةِ أنَّ الاختِلاطَ المُبَاحَ هُوَ المَسؤولُ الأوَّلُ عنها.
وماذا يقولُ أَنْصَارُ الاختِلاطِ عَن فَضِيْحَةِ وزيرِ الصِناعَةِ في إنجلترا معَ سكرتيرتِهِ التي أَشَارَت إحدَى الصُحُفِ إليهَا بأنَّها تَنْتَظِرُ مَولوداً منْهُ؛ الغَريبُ أنَّ صَحيفَةَ التَايمزِ البريطانيَّةِ قَد أشَارَت إلى أنَّ مَارجِريت تَاتشر قد لَعِبَت دَوراً رَئِيسياً في إقْنَاعِ وزيرِ الصناعةِ باركتسون بِعَدَمِ الزَواجِ مِن سكرتيرتِهِ والاستِمْرَارِ معَ زوجتِهِ على أَمَلِ ألاَّ يَحُطَّ زواجُهُ مِنَ السكرتيرةِ مِن قَدْرِهِ. وهذا الخَبَرُ يَحْمِلُ في مَضمونِهِ أَثَرَ الاختِلاطِ بينَ وزيرٍ وسكرتيرتِهِ بدونِ مَحْرَمٍ؛ هذا مِن نَاحِيَةٍ، ومن نَاحِيَةٍ أُخرَى يَحْمِلُ عَدَمَ الاعتِرَافِ بِمَا نَجَمَ عَن هذا الاختِلاطِ، وهذا يَعْنِي بِصُورَةٍ غيرِ مُبَاشرةٍ عَدَمَ الاعتِرَافِ بالاختِلاطِ ونتَائِجِهِ والاستِمْرَارِ فيهِ، فالاختلاطُ في عُمُومِهِ يَحْمِلُ مِنَ الآثَارِ السيِّئَةِ مَا يَجْعَلُ كثيراً مِنَ الدُعاةِ المُخْلِصِينَ يَدعون إلى تَنْظِيمِهِ في إطارٍ مُحَدَّدٍ يَمْنَعُ شُرورَهُ، ممَّا يُعَدُّ رُجوعَاً إلى الهَدي النَبَويِّ الشَريفِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayaabdo23.yoo7.com
 
تعليم افضل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام هو الحل :: المنتدى الدينى-
انتقل الى: