الاسلام هو الحل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامى يعالج الصراعات الموجودة فى المجتمع بين الاسلام وغيره من الاديان كما يتناول كيفية الحياة بجو الاسلام ودورنا نحن
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من يحاصر الاخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ayaabdo
المدير العام
المدير العام
ayaabdo


المساهمات : 137
تاريخ التسجيل : 10/06/2010

من يحاصر الاخر Empty
مُساهمةموضوع: من يحاصر الاخر   من يحاصر الاخر Icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 4:24 am

من يحاصر الآخر.. غزة أم أعداؤها ؟

--------------------------------------------------------------------------------



الكاتب راشد الغنوشي

الحصار الدولي الذي فرضته الإمبراطورية الصهيونية على غزة مستخدمة كل أذرعها العسكرية والإعلامية وتحالفاتها مع المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وأذنابه في المنطقة والعالم من أجل الإجهاز على التمرد الذي قاده الإسلام في غزة، متحالفًا مع كل المتضررين من الهيمنة الأمريكية الصهيونية، يوشك أن يتآكل وينهار لينحسر زبده الطافي عن ميزان جديد للقوة في العلاقات الدولية، بل مبشرًا بعالم جديد، فما هي أبعاده ومعالمه؟



1- صمود غزة الأسطوري الأساس:

أ- ما كان أحد يتوقع أن تصمد حماس في غزة، في مواجهة الجهاز الرهيب جهاز الأمن الوقائي الذي صرف النظام الدولي على تدريبه وتجهيزه مئات الملايين من الدولارات، وانهار في ساعات معدودات كأوراق الخريف على يد بضع مئات من أبناء القسام، فيما عرف بالحسم الذي لولاه لكان حال غزة لا يختلف في شيء عن الضفة، يسرح ويمرح في مدنها وقراها جنود الاحتلال وأعوانه واستخباراته آمنين مطمئنين يعتقلون ويقتلون من شاءوا أمام سمع وبصر عشرات الآلاف من قوات أمن "السلطة الوطنية"، بل هؤلاء أنفسهم طالما تعرّضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال لإرهابهم ودفعهم إلى المزيد من الجد في ملاحقة وإحباط كل محاولة للمقاومة حتى وهي فكرة قبل أن تتحول إلى فعل، بينما محاولة اعتقال أحد في غزة الحرة أو تخليص أسير يقتضي من عصابات الانحلال المغامرة شنّ حرب شاملة، وفعلوها دون أن يظفروا بطائل.



فبأي مقياس من مقاييس الإنصاف والعدل يبخّس البعض من مبادرة الحسم التي حررت غزة ونقلتها من حالة الاحتلال إلى حالة الاستعصاء الرائع، أو أن تقع التسوية بين وضع غزة ووضع رام الله، فيوضع الطرفان في كيس واحد على أن ما بينهما لا يعدو كونه نزاعًا على السلطة، وأن عليهما أن يتوحدا، دون تساؤل: على أي أرضية: أرضية المقاومة أم أرضية التسوية السراب؟ في تجاهل لحقيقة المشكل أنه صراع بين مقاومة واحتلال.



صمود غزة الأسطوري هو الذي حرك هذه الأمواج العالمية من التعاطف، ويهدّد بتحولات مهمة في العلاقات الدولية.



ب- وما كان لغزة الصغيرة أن تصمد في مواجهة الحصار الخانق وفي مواجهة الحرب الوحشية الشاملة التي شنت عليها من قبل جيش ترتعد فرقًا منه دول المنطقة وجيوشها، لولا الالتحام الصميم بين عموم الشعب الغزي وبين قيادة حماس المنتخبة، لا لأن هذه بلا أخطاء وإنما لأنها تعيش عيشة الناس ومعهم في مخيماتهم ومساجدهم.



وشعوبنا تملك طاقات لا تنفد للصبر وللتضحية إن هي وثقت في عدالة وشجاعة قيادتها، بما جعل كل خطط الكيان الصهيوني الهادفة إلى اقتلاع حماس من حصنها الغزي خشية على مستقبل الكيان المدعوم من نظام دولي وإقليمي متواطئين، تبوء بالفشل الذريع.



ج- درس غزة واضح: أن صمود المؤمنين أهل الحق مهما كانت إمكاناتهم المادية متواضعة في مواجهة غطرسة القوة وعربدتها، أمر ممكن. إن حجارة الأطفال التي تطورت إلى صواريخ بدائية قد أمكن لها عندما عملت في أيدٍ تحركها قلوب عامرة بالإيمان والتصميم على المقاومة، أن تصنع ميزان قوة جديدا، إذ السياسة فن تغيير موازين القوة وليس الخضوع لها. لم يكن لأحمد ياسين غير بقية جسد منهك وكرسي متحرك، ومع ذلك كان بقوته الروحية وتصميمه على المقاومة وتغيير موازين القوة مرعبًا لشارون الذي تركه الله آية.. ومن ذلك أسطول الحرية.



2- وانتصر أسطول الحرية:

هو أسطول تبدو ذخائره الوحيدة أغذية وأدوية وألعابًا للأطفال الغزيين وإسمنتًا لبناء وترميم مساكن غزية هدمها الاحتلال الغاشم فوق رءوس أصحابها، فظلوا جاثمين فوق خرائبها ملتحفين السماء، ينتظرون أن يجود عليهم النظام الدولي والإقليمي فيأذن لهم في استيراد مواد البناء، فلم يجرؤ على إغضاب صهيون المتذرع بمنع المقاومة من احتمال الإفادة من تلك المواد.



والحقيقة أن الذخائر الأساسية المحركة لسفن هذا الأسطول والتي تملأ جوانبه قوة، هي المعاني العظيمة والقيم السامية التي تزخر بها صدور الرجال والنساء الذين أقدموا على هذه الغزوة الإنسانية والذين مولوها تمويلاً شعبيًّا، فهذا جهد المجتمع المدني الإسلامي والإنساني في مواجهة المجتمع العسكري الطاغوتي الدولي وعميله الإقليمي.



إنه مجتمع الإيمان، مجتمع الحق والإنسانية في مواجهة غطرسة القوة الأمريكية والصهيونية وسكرتها. وجوهر هذا الجهد الحقيقي الإيمان بمظلومية أهل غزة والإعجاب بصمودهم، بما طفحت معه القلوب غضبًا ونقمة على الاحتلال الصهيوني وعلى القوى الدولية والإقليمية المتواطئة معه ضد أطفال أهل غزة، فنذر هؤلاء الأبطال حياتهم لاختراق هذا الحصار الغاشم، وعزموا على أن يواجهوا بصدور عارية عرام القوة والغطرسة والتوحش والتواطؤ والجبن والنذالة والخسة.



وكانوا من الحصافة والحكمة أن استدرجوا الدب الإسرائيلي الغبي المغرور إلى الوقوع في شباكهم، سواء أكان بما حملوه من مواد أولية ضرورية لحياة كل إنسان، متجردين من كل سلاح يمكن أن يستند إليه الوحش لتبرير استخدامه آلته الحربية المرعبة ضدهم، أم بالتنوع الهائل للمشاركين في الأسطول: تنوع في الأعمار والألوان والأديان واللغات ذكورًا وإناثًا كبارًا وصغارًا، بما يبعد صورة الجيش المنظم المدرب، فكانت المنازلة سافرة بين معاني الإنسانية مجتمعة ومعاني الغطرسة والتوحش مكثفة.



ورغم المحاولة الفاشلة للوحش أن يسيطر على الموقف من كل الجهات وبخاصة في مستوى الصورة، فإنه سرعان ما خسر المعركة الإعلامية، فقد واجه بالتنكيل والإهانة والغطرسة والخساسة إعلاميين وأطباء ومفكرين وإغاثيين شهودًا ينتمون إلى ملل وثقافات مختلفة تمكّن من تعبئتهم.



وخلال يومين أو ثلاثة فقط نجح أيما نجاح في أن يشق في قلب كل منهم أخدودًا لا يردم من الكراهية للصهيونية، بما لمس من وحشيتها فاكتوى وعيه وكل كيانه بالنقمة عليها، وامتلأ تصميمًا على مواصلة النزال ضدها والانتصار لضحاياها الفلسطينيين، وذلك هو ما ردده بلسان واحد كل من مر بتلك التجربة الإنسانية القاسية أنه لن يكل ولن يمل في النضال ضد الصهيونية، لما عاش من توحش جنودها وجبنهم، فتساءل: كيف بمن اكتوى بنارها طيلة ستين سنة؟ وبذلك تحقق لقضية فلسطين وخصوصًا غزة من الألسن الناطقة بمظلوميتها ما لم يحدث خلال عشرات السنين من الاحتلال، ودليل ذلك هذه الملايين التي تجوب عواصم الدنيا ومدنها وحتى قراها صارخين في وجه الظلم الصهيوني وحلفائه.



ومن الشواهد على الانتصار الباهر لأسطول الحرية، الحرج الذي شكلته هذه الموجة الاحتجاجية العالمية للأنظمة والحكومات التي تراوحت ردود أفعالها من قطع العلاقات وسحب السفراء إلى الاحتجاج، إلى اجتماع المؤسسة الدولية للإدانة وفتح التحقيق، حتى الإدارة الأمريكية المتصهينة الحامية للكيان المتوحش رغم التماسها العذر له أنه في حالة دفاع عن النفس!! وكأن أسطول الحرية مشحونًا بالأسلحة الفتاكة هو الذي صبّح تل أبيب بهجوم كاسح، فقد حمّلت الحصار المسئولية عما حدث.



نظام مبارك نفسه أشد الضالعين بعد الكيان الصهيوني في الحصار الإجرامي الأثيم وقتل أطفال غزة ومرضاها، بدا كأن زلزال أسطول الحرية أحيا مواته، فأعلن فجأة عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى!! فما الذي حدث؟ ما الذي تغير؟ لماذا باءت بالفشل حتى خلال الحرب على غزة كل استغاثات أهلها ومعهم الأمة والإنسانية تستجديه وتتوسل إليه أن يحنّ على جيرانه وأطفالهم فينفّس مما يعانونه من ضيق الصهيوني، بدل أن يشاركه، فما كان جوابه غير الإعلان عن إقامة جدار فولاذي حول غزة بتمويل وإشراف أمريكيين.



فما الذي تغير اليوم؟ هل لأن الذين دفعوه إلى التورط في حصار جيرانه هم أنفسهم أخذوا يتراجعون تحت ضغط الرأي العام الإنساني؟ أم هو التنفيس من احتقان شارع مصري يتصاعد غليانه ويوشك أن ينفجر في وجهه، ولا ينتظر إلا الصاعق الذي منّ الله به على الأمة ممثلاً في قضية فلسطين؟



ورغم ما في كل هذه المواقف من مجاملات ولغة دبلوماسية تصل إلى حد النفاق، فالثابت أن أسطول الحرية فتح ثغرات في جدار الحصار فلن يعود إلى ما كان عليه، إلا أن الأساطيل الإنسانية ينبغي أن تصعّد حملاتها المباركة ضده.



إن الذي يحتضر اليوم ليس الحصار الغشوم وحسب وإنما أهم من ذلك سببه، أي الاحتلال. إن الطريقة التي تصرف بها مع أسطول الحرية واضحة الدلالة على مستوى قاتل من الغباء والحماقة وفقدان الأعصاب والانقطاع عن حركة الزمن ومنها التطور الإعلامي الكاشف وتصاعد الضيق به حتى بين عقلاء اليهود.. إنه ماض قدمًا في طريق سلفه في جنوب إفريقيا الهالك.


.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayaabdo23.yoo7.com
 
من يحاصر الاخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام هو الحل :: المنتدى السياسى والتشريعى-
انتقل الى: